شُّرفَة على دماوند

الآتان عوالم نحو الفرح.

 

هناك ما يشدني عادةً نحو ثقافات الغير، الطرف الآخر لطالما كنت مندهشة به وبما يكنُه من جماليات، كانت رقصة آتان التقليدية الأفغانية ذات الشعبية الواسعة في أفغانستان واحدة من تلك الجماليات التي مرّت عليّ في صغري وأيقظها في قلبي مروند بطل الرواية التي أقرأها.

رقصة آتان هي من الرقصات الشعبية التي ارتبطت بقبائل البشتون الأفغانية، وترقص بشكل جماعي في حلقة دائرية مع حركات انسيابية وبخفة للرأس واليدان وكما يصف مروند في الرواية والده الذي أشتهر برقصها: « له قدمان دقيقتان ويدان خفيفتان، رأس جميل بشعر طويل، دوراناته عنيفة وسريعة، غير أن دوران يديه رشيق وخفيف وعنقه الدوار مسنود على محورٍ، يتمايل، يتلوى، يتشكل ذهاباً وإياباً على إيقاع الطبول. »

أصل هذه الرقصة يعود إلى زمن الزرادشت، عندما كانت هذه الديانة رسمية عند قبائل البشتون فقد داروا ورقصوا حول النار وغنوا تراتيل الأفستا. ومع فتوحات العرب وهجوم المغول اختفت وعادت مع انتصار أحمد شاه دوراني.

ترقص الآتان في المناسبات وقبل الحرب وبعده وفي المهرجانات ومواسم الربيع إذ أصحبت رمزًا خاصًا بهم وتعددت أنواع رقصاتها على حسب كل أقليم ومنطقة هناك. بعد غياب مع الحروب تعود شمس أفغانستان مُشرقة أعراسٌ كثيرة وجنازات قليلة وراقصون يغنون حتى مطلع الفجر.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top